لا تسدلي الستار
سيسدل وحده قريبا يا صغيرتي
سيصفق الحاضرين
سيبتسم بعضهم
ويضحك اخرين
ويبكي قليلين
سيصافحون بعضهم بعضا
في الظلام
قبل ان تضاء الانوار
سيهمون بالرحيل
وستقفين انتي من خلف الستار
تراقبين
وتنتقدين
وفي صمت تبكين
ومنهم تختبئين
.
الي ان تخلو القاعة من حولك
وتخرجين
من خلف الستار
وتحاولين اعادة المشهد الاخير
بلا حضور
ولا تصفيق
بلا اي تعليق
ربما في البداية ستفرحين
تنعمين بالهدوء
وتتحمسين
ولكنك..سريعا ما ستملين
وتشتاقين
الي ابتسامة ترينها علي أحد الاوجه
أو عبرة تلمحينها بالاعين
أو كلمة نقد تسمعينها
او حتي نظرة استهزاء بما تقدمين
او..
او...
ستفتقدين كل لحظة ألم
او فرح
او غضب
كل المشاعر والتفاعل تفتقدين
.
فالمسرح بدونهم يا صغيرتي
كغرفة تعذيب
أو كقصر مهجور تسكنه الأشباح
و أنتي لست من الأشباح
بل أنتي واحدة منهم
من اولئك المتفرجين
فالمسرح كبير
وكل يوم يُرفع الستار
يرتفع معه البعض
ويسقط اخرين
لا تسدلي الستار الان
يا صغيرتي
بل اجلسي وشاهدي
وتاملي
وتمتعي